التاريخ : 2020-12-08
سلامات سلامات .. وزيرنا يا عبيدات
في البداية لا بد من تمني الشفاء العاجل لمعالي وزير الصحة نذير عبيدات، بعد تعرضه لحادث تسبب بكسر يده.
إذا ما نظرنا للواقع الذي نحن عليه الآن ووفقاً للحالة الوبائية، فالمتابع يتأكد بأن حنكة هذا الوزير ودهائه بالتعامل مع جائحة كورونا يستحق رفع القبعة له.
فالكل كان على موعد مع مستقبل مجهول، وانتظار الكثير من الإصابات وتضاعف، ونظام صحي مهدد بل منهار، واستمعنا للكثير من التحذيرات التي بثت الرعب والقلق، إلا أن تعامل الوزير وفريقه مع الجائحة كان متميزاً.
التركيز الكبير، وتنفيذ التوجيهات الملكية، جعلت عبيدات الذي كان في فترة من الفترات نجماً على الشاشات كونه الناطق الإعلامي للجنة الأوبئة، قلبت الفكرة العامة لدى الأردنيين الذين تخوف بعضهم في البداية من ردود عبيدات الحذرة خلال المقابلات ودهائه ودبلوماسيته، بل وصل الأمر لتكوين شعور لدى البعض بعدم التفاؤل من حديثه وضحكته النادرة، إلى العكس تماماً، فالآن نجحنا نوعاً ما بكبح جماح هذا الفايروس وبدأنا نلتمس التحسن في المنحنى الوبائي والسيطرة بنسبة كبيرة عليه، فيبدو أنه تعلم الدرس من التجربة التي خاضها في عهدين وعلى مدى الجائحة.
وبما يضمن حماية النظام الصحي، كانت الإجراءات الصارمة ومنها ما يتعلق بأوامر الدفاع سبيلاً ليبقى هذا النظام قائماً بكامل قوته على استيعاب الأعداد رغم ارتفاعها، خاصة مع إنشاء المستشفيات الميدانية بالتعاون مع القوات المسلحة، وأمر الدفاع المتعلق بالمستشفيات الخاصة.
لذا فإن عبيدات نجح بصورة كبيرة وبحنكته وهدوئه القاتل في بعض الأحيان، وبتنبهه للتوجيهات الملكية وتنفيذها باحكام، لأهمية التقيد والالتزام بالكمامة التي اعتبرها اللقاح الوحيد الموجود الآن، والتطمينات التي تأتي للقطاعات المختلفة باقتراب فتحها، مع التشديد على الالتزام بالكمامة وهو السر الذي ساهم بصورة كبيرة لقتل الارتفاع الحاد في المنحنى الوبائي.